ـ(544)ـ الأجناس، إلا ان جوهر الفكرة العنصرية هي ادعاء التفوق الذاتي الكامن في أصل الخلقة، غير ان تذبذب هتلر بين نظريات المؤمنين بالله وبين النظريات المادية يجعله يتمسك بهما جميعا ليثبت دعوة التفوق العنصري للجنس الآري مع كمية ضخمة من الألفاظ الرنانة كالخلاق والمبدع والعملاق.. الخ، فالجنس الآري متفوق تارة لأن فيه شرارة العبقرية الإلهية، وتارة أخرى لأنه تطور ماديا بشكل أفضل! وبهذه الطرقة، بدأ هتلر يسفه الشعب اليهودي، ثم يذكر العنصريين بصفاتهم الشريرة كالأنانية وحب المال والمؤامرات السرية ضد الشعوب الأخرى.. الخ. على هذا الأساس وبسبب الجرائم التي ارتكبها اليهود بحق الدم الآري كان عليهم ان يدفعوا ثمنا باهضا للألمان، ودفعوا الثمن مرغمين.. ولكنهم لم يتخلوا عن عنصريتهم وادعائهم بأنهم (شعب الله المختار)، ولم يكفوا عن العمل للسيطرة على المجتمعات البشرية وإفسادها.. حتى إذا تم لهم احتلال فلسطين أباحوا لأنفسهم ارتكاب ذات الجرائم التي ارتكبها العنصريون الألمان بحقهم ـ ضد الشعب العربي المسلم ـ فاحتلوا وطنه، وقتلوا شبابه، وشردوهم في الأرض ومزقوهم كل ممزق، لأن دم الله يجري في عروقهم بينما يجري في عروق الآخرين دم الحيوانات ؟ ! أما الاستعمار.. وجوهره استغلال الضعيف لمصلحة القوي، فهو في نظر الألمان ليس فقط عملا مشروعا بل وواجبا قوميا لابد منه ! والجدير ذكره، ان العنصرية الألمانية ساعدت إلى حد كبير إلى نمو العنصرية الأوروبية وجعلها أسطورة، أسطورة (تفوق الرجل الأبيض على الشعوب الملونة).