ـ(545)ـ وإذا كان الرجل يبرر ظلمه للشعوب الملونة واستعماره لها بامتيازه عليهم باللون الأبيض، فان العنصر الألماني قد وسع دائرة الظلم لتشمل الشعوب الأوروبية ذاتها، مبررا بتفوق العنصر الجرماني على الأجناس البشرية كلها بمن فيهم الأوروبيين غير الجرمانيين ! من هنا أصبح استعمار الشعب الفرنسي أو الروسي لدى الألماني مثل استعمار الإنجليز للشعب الهندي والمصري ـ مثلا ـ يقول هتلر: (ان تصفية حساب فرنسا خطوة ضرورية أولى لكل الماني مخلص من إقرارها) ويضيف: (ليس المطلوب إخضاع بعض الشعوب الملونة للسيطرة الألمانية، إنّما المطلوب الحصول على أراض أوروبية تتسع بها رقعة الوطن الام، وطبعاً هذا التوسع سيكون على حساب الشعوب الأخرى، ونحن الألمان إذ نفكر ان هذا التوسع على حساب الآخرين عمل غير مشروع نكون قد ابتعدنا عن المنطق وكذبنا التاريخ ان حق الشعب بالاستيلاء على أرض جديدة يصبح حقا مقدسا عندما يضيق الوطن بمن فيه» (1). وهكذا شاء الله ان يسلط على الأوروبيين الاستعماريين الذين مضوا دهرا طويلا يستضعفون الأمم الأخرى في شرق الأرض وغربها.. ويسفكون دماء الأبرياء، وينهبون أرزاق الناس بلا حساب وعقاب.. ان يسلط عليهم من جنسهم شعبا يتذرع بذات الحجة الكاذبة التي تمسك بها المستعمرون الآخرون، ويذيقهم أشد أنواع العذاب والاضطهاد. ان العنصرية الأوروبية هي التي ولدت ولا تزال العنصريات المضادة، (بدأت ________________________________ 1 ـ كفاحي ص 106 ـ هتلر.