ـ(543) ـ الذي فتح دروب المعرفة أمام الإنسان ليجعل منه سيد الكائنات الحية على هذه الأرض، فإذا توارى الآري سيسود الظلام، وتنهار الحضارة البشرية في بضعة قرون ؟ !)(1) ويضيف قائلاً: (ان الشرق الآسيوي يمكن لـه بعد عشرات السنين ان يدعي لنفسه حضارة وضع أسسها الفكر الإغريقي والتكتيك الألماني، وليس لها من الوحي الآسيوي إلا المظهر الخارجي أو الطابع). وكما نرى في هذا النص، يحاول هتلر ان ينسب إلى الله سر التفوق المزعوم لدى العنصر الآري، بل ان يدعي بوجود شيء من العبقرية الإلهية في ذات الآريين، ربما لكي يعطي للفلسفة العنصرية بعدا دينيا وعاطفيا كي يكون أبلغ في التأثير على نفوس الناس. إلا انه يعود في نص آخر ليرجع سر تفوق العنصر الآري ـ حسب زعمه ـ إلى نمو غريزة حب البقاء لدى الشعب الآري، بشكل تبلور في المحافظة على المجموع بدل الفرد (فالشكل الخاص الذي تتجلى به غريزة حب البقاء لدى الآري هي السبب الحقيقي لتفوقه) ويضيف قائلا: (ان الأجناس الوضعية بقيت في نطاقها الضيق أي القبلية، لأن روح التضحية عند هذه الأجناس لم تنم نموا كاملا وكافيا، ولكن روح التضحية نمت عند الآري الذي لم تقم عظمته على الفكر والمواهب فحسب بل تعداها إلى البذل والتضحية بذاته في سبيل المجموع) (2). ويتلاعب هتلر في كتابه هذا بالألفاظ ليثبت تفوق الجنس الآري على سائر ________________________________ 1 ـ كفاحي ـ ص 99 ـ هتلر. 2 ـ نفس المصدر ص 102.