ـ(542)ـ العنصري على ساحره، وأصبح الشعب المختار طريد البلدان، ومنبوذ المجتمعات، وكريه الصورة لدى جميع الشعوب ؟ ! وتلك هي نهاية كل من يريد ان يتفوق على الآخرين باسم عنصره وليس بأخلاقه وفضائله.. وهكذا أصبحت العنصرية (التابوت) التاريخي لليهود يحملونه معهم من الميلاد إلى المقبرة. وكما كان الشعب اليهودي كذلك كان الشعب الألماني، الذي انخدع بالأفكار التي بثها العنصريون الألمان أمثال(شاخت) تلك الأفكار التي ترسبت بقوة في عقل (هتلر) حتى أصبح مجنونا بها فأصبح لا يرى أحدا في الأرض، إلا ويرى ان عليه ان يكون خادما للعنصر الجرماني العملاق ! وكم كانت ضحايا (العنصرية الجرمانية) لا أحد يدري بالضبط... ولكن التدمير الذي ارتد على الشعب الألماني نفسه وان كان أقل حجما وعددا إلا انه لم يكن ـ بالتأكيد ـ عذاباً وألماً.. وترتكز العنصرية الآرية التي نادى بها هتلر، وجعلها أساس دولته على دعوى ان العنصر الآري هو العنصر الخلاق الذي صنع الأساس الأول للحضارة البشرية، وان سائر الناس مقلدون لهم، وان سائر الحضارات مجرد تركيب واقتباس من الحضارة الآرية ! يقول هتلر في كتابه (كفاحي) ص 99 تحت عنوان الشعب والعرق: (ان الآريين قد أسسوا في الماضي حضارة بشرية متفوقة، ولذلك فهم يمثلون النموذج لما نسميه الإنسان، فكل ما نراه من الحضارات البشرية يعود بأصله إلى ثمرة النشاط الآري الخلاق، فقد كان الآري ولم يزل حامل المشعل الإلهي الذي ينير الطريق أمام البشرية، فشرارة العبقرية الإلهية انطلقت من جبينه المشرق، وهو