ـ(540)ـ عنصراً واحداً متفوقاً من جميع الجهات على سائر العناصر البشرية، وان هذا التفوق العنصري الذاتي يؤهل ذلك العنصر ان يستخدم سائر العناصر في سبيل مصالحه، وان شاء ان يستعبدهم ويستغلهم لمآربه المادية كما يشاء، فذلك حق من حقوق التفوق الذاتي بل وواجب من واجباته.. اما ما هو الدليل على ذلك، فذلك ما لايعود إلى مقياس بل هو يخضع إلى شهية صاحب الفكرة، وأول من اعتبر «العنصرية» دليلاً على التفوق هو إبليس الشيطان، فعندما خلق الله آدم أبا البشر وأمر الملائكة بالسجود لـه تمرد إبليس ورفض السجود، ثم برر عصيانه بقوله: ?أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ?. فالعنصر الناري كان في نظر إبليس هو افضل وأعظم من الطين.. ولكن لماذا. أليس الأمر بالعكس ؟ فذلك ما لا دليل عليه، علما بأن العنصر المادي لا يمكن ان يكون دليلا على الأفضلية لأي من الطرفين.. وأشهر من أدعى التفوق العنصري من البشر في التاريخ هم اليهود.. اليهود الذين ادعوا انهم (أبناء الله) وان سائر البشر خلقوا من ماء الحيوانات، وبناءا عليه فان من حق اليهودي ان يستخدم سائر البشر في ما يريد من مآربه، وان من حقه ان يكون سيداً مطلقاً على الناس، وأما واجب الناس تجاه اليهودي فهو التسليم والطاعة التامة بلا قيد أو شرط. وفي (التلمود) وهو الكتاب المقدس الذي سجل فيه منهج حياة اليهودي، وقد ألفه كبار علمائهم يصرح: بأن من حق اليهودي ان يغش ويسرق غيره، وفالرذائل خارج نطاق الشعب اليهودي وضد سائر الناس فضائل ان عادت بالخير والمصلحة على شعب اليهود.. وقد أشار القرآن الكريم إلى عقيدتهم هذه بقوله: