ـ(537)ـ ـ الاقتصادي الإنجليزي «هوبس» يرى ان السبب هو في سوء توزيع العائدات على الصعيد الوطني، حيث تحرم الطبقات الكادحة من حصتها في الإنتاج الاجتماعي، في حين يتكون فائض رؤوس الأموال لدى الفئات الغنية التي تبدأ بالبحث عن استثمارات مربحة في الخارج. ـ الاقتصادي النمساوي «جون بيتر» فسّر الاستعمار تفسيرا اجتماعيا نفسيا، فرأى ان النزعة الاستيطانية تكمن قبل كل شيء في استمرار بعض البنى الاجتماعية الموروثة، وبعض العقليات والمفاهيم السياسية والاقتصادية العائدة إلى حقبة الملكية المطلقة، وهي نزعات لم تستطع البرجوازية والرأسمالية ان تتخلص منها. ـ المفكر الاميركي «مورجنتو» يؤكد ان جذور التوسعات سواء قبل التمدد الرأسمالي أو بعده محكومة بعامل أساسي واحد هو هدم علاقات القوى القائمة وتغييرها بالصورة التي يتحقق معها تفوق وسيطرة الدولة الاستعمارية، أما تفسير العلاقة بين نمو الظاهرة الاستعمارية والدوافع الاقتصادية فيبدو في أكثر من سبب كتأثير المناخ الفكري الذي سيطر على العالم الغربي واسهم في تثبيت الاعتقاد بوجود العلاقة العضوية بين الرأسمالية والاستعمار. ـ المؤرخ «كوليم لانجر» اعتمد لجذور ظاهرة الاستعمار تفسيرا اجتماعيا مفاده ان التصنيع وبسبب التغيرات التي يحدثها يهدد النظام القائم فيلجأ إلى تغذية حركة التوسع الاستيطاني لتحويل الأنظار عن الأوضاع الداخلية. ـ وبعض المؤرخين الإنجليز حاولوا إرجاع منشأ هذه الظاهرة، إلى إعطاء دور مهم للتغييرات التي شهدها التوازن الأوروبي في نهاية القرن التاسع عشر كخطر تصاعد القوة الألمانية سنة 1870.