ـ(536)ـ خصوصا شكلها الاستيطاني المعروف بالاستعمار القديم باعتباره الشكل الأبرز تاريخيا.. وتقوم هذه الطروحات على عوامل مختلفة.. سياسية واقتصادية واجتماعية وعقائدية..وسنستعرض أهمها: فحسب المنظور المادي، فان الاستعمار يمثل المرحلة الأخيرة للرأسمالية، وهي النتيجة السياسية لتراكم رأس المال، فمع الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا أو آخر القرن الثامن عشر، اشتدت حاجة الصناعيين إلى التمويل والبنوك، وهذا ما جعلها تصبح شريكا أساسيا في الحياة الاقتصادية، وأدى إلى اندماج الرأسمالين الصناعي والمصرفي لينتج عنهما رأس مال جديد هو «الرأس المالي» وكذلك أدى هذا الاندماج إلى غياب المنافسة الحرة ليحل محلها اتحادات احتكارية عجزت السوق المحلية عن تلبية طموحات أصحابها فاضطرت إلى اللجوء إلى السوق الخارجية لتصريف فائض الإنتاج، وتوظيف رؤوس الأموال في مشاريع خارجية. يضاف إلى ذلك، الحاجة إلى المواد الأولية، فالاندفاع الصناعي جعل الإنتاج الزراعي عاجزا عن اللحاق به مما ولد ارتفاعا في أسعار المواد الأولية، وهذا ما انعكس سلباً على معدّلات الربح لدى الصناعات التي تعتمد على تلك المواد، ولمواجهة ذلك اهتمت الاحتكارات الكبرى بتوسيع دوائر تموينها بالمواد الأولية، وهذا ما أدى اشتداد النزعة الاستعمارية وهي تفرض ضرورة الإشراف السياسي على الأراضي الخارجية المستعمرة. أما المنظور الغربي فهناك عدة طروحات نذكر بعضها بصورة موجزة وسريعة: