ـ(530)ـ أما الدراسات الغربية عن الإسلام فإنها تقوم سلفاً وكما هو معروف على أساس خطة أساسية تنطوي على إقناع المسلمين أنفسهم بأمور هامة ورئيسية تحول دون وحدتهم أو قوتهم، لتثير أسباب الخلاف والصراع بينهم دوما وتجددها كلما هدأت هذه الأسباب، رغبة في ان يظل هذا العالم ممزقا ومفككا، فلا تقوم به وحدة فكرة من شأنها ان تؤدي إلى وحدة جامعة تمكنه من تكون جبهة صامدة في وجه الغزو والعلمنة الاستعمارية. ومن الحق ان المسلمين والعرب في مواجهة العلمنة الاستعمارية، هم في حاجة إلى عناصر الملائمة، والالتقاء، وفي حاجة إلى عوامل الترابط والامتزاج، والإغضاء عن الخلافات القديمة التي قامت بين المذاهب الفكرية والسياسية، وهم من ناحية أخرى في حاجة إلى النظرة العلمية التي تستمد جوهرها من الإيمان بوجودهم وشخصيتهم وكيانهم وقيمهم الأساسية. فالمعروف أساسا ان الغرب كان يحمل حقد الحروب الصليبية في أعماقه، وكان يخاصم الدولة العثمانية التي مدت نفوذها إلى أوروبا، وسيطرت عليها خمسة قرون، وان هذه الخصومات قد جرت في دمائهم جيلا بعد جيل، ولذلك فمن غير المعقول انهم ينصفون الإسلام والمسلمين، والعرب والدولة العثمانية، أو يصدرون فيها عن رأي مجرد من الهوى، أو عقل وضمير متحررين عن الإحساس الذاتي العميق. ولو نتتبع كتابات الغربيين نلاحظ انهم دائما يحاولون إثارة الشبهات المختلفة رغبة في تمزيق وحدة العالم الإسلامي الفكرية وإحلال الثقافة العلمانية والقومية محلها. كما وخلق الاستعمار المشكلة الطائفية، وغذاها وفرضها لتكون أداة سياسية