ـ(529)ـ بسم الله الرحمن الرحيم مدخل: كان العالم الإسلامي وحدة لا تتجزأ قبل الغزو الاستعماري، قلما تنوعت حكوماته ودوله فقد كانت تجمعه وحدة فكر عميق المدى، وشعور دقيق الأثر، وكلاهما عميق الجذور يمتد إلى يوم بزوغ ضوء الإسلام في القرن السابع الميلادي، ومنذ ذلك الوقت والى اليوم، لم يقع أمر في تاريخ العالم أو يحدث حدث في حركة الإنسانية، إلا وكان وثيق الاتصال بالإسلام والعالم الإسلامي، فقد فرض الإسلام كقوة عقائدية وسياسية واجتماعية، ولذلك فقد كان ذلك الصدام بين العالم الإسلامي والاستعمار أمرا خطيرا بعيد المدى في تاريخ الإنسانية، وتاريخ الإسلام نفسه يحتاج إلى دراسة واسعة عميقة مستوعبة، ربما كتب بعض الباحثين دراسات استعرضوا فيها أحوال العالم الإسلامي الجغرافية والتاريخية. فان هذه الدراسات لم تستوف الغرض الذي يحقق ظهور دراسة شاملة عن الإسلام والفكر العلماني الاستعماري.