ـ(110)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ _ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ _ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ_ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ _ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ _ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ?(22). وقد وقف الإسلام من مسألة الشرك هذا الموقف على طول الخط حتى انه حرم تشريعياً صناعة الأشياء المجسمة لأن فيها ظلا من الفكرة الصنمية. بعد هذا لنلاحظ بعض تطبيقات عنصر المرونة الإسلامية على النحو التالي: أ ـ عنصر المرونة الإسلامية في التشريع. ان هدف كل النظم ـ لا ريب ـ يكمن في تحقيق السعادة للإنسان. وان مشكلة الإنسانية الاجتماعية الكبرى، تكمن في معرفة النظام الاصلح الذي يتكفل تحقيق تلك السعادة، وان هذا النظام الاصلح، لن يستطيع ان يكون الاصلح، إلا إذا وافق الواقع وقوانينه، كل هذا متفق عليه في المبادئ الواقعية. ولكن يبدأ الخلاف بينها في تحديد نوعية هذا الواقع القائم أولاً وأسلوب مطابقته وعلاج مضاعفاته ثانيا. ولكي نقف تفصيليا على كيفية التوازن الذي يوجده الإسلام بين أنماط الإشباع الفطري من جهة والمتطلبات الواقعية للحد من تطلعات الغرائز من جهة أخرى، فإننا نحتاج إلى دراسة تفصيلية عن هذه العملية ـ ولا أجد الآن مجالا للحديث عنها ـ ولكن يبقى ان نحاول اكتشاف سر إمكانية خلود الإسلام وبقائه، في حين ان الكل يدرك حصول التطورات الاجتماعية الهائلة التي لا يمكن إنكارها. فهل يمكن للإسلام ان يستوعب هذه التطورات ؟ أو لا يقيم لها وزنا فيفقد واقعيته التي آمنا بها إجمالا؟