ـ(111)ـ الثابت والمتغير في حياة الإنسان: ـ الثابت: إننا لو رجعنا إلى وجداننا أولا، واستقرأنا التاريخ المشترك للبشرية ثانياً، آمنا بوجود جانب ثابت في الإنسان لا يمكن للإنسان ان يتخلص منه وان أمكن تحريف آثاره إلى فترة من الزمن بواسطة الشبهات أو الوضع الاجتماعي الفاسد أو غير ذلك من العوامل لكنه يبقى في أعماق الإنسان يلح عليه كلما رجع إلى نفسه. وكمثل على هذا فإن حب الام لولدها غريزة يشهد به الوجدان ويشهد لها استقراء التاريخ والإنسان، فإذا ما رأينا أمهات يحاولن قهر هذا الحب، عرفنا ان تلك الحالات استثنائية، سرعان ما تزول بزوال أسبابها، وتعود الأم محبة والهة. وهكذا غريزة الجنس، وغريزة الغضب، وحب الكمال، وغير ذلك وفوق ذلك حب الذات وما يتفرع منها من غرائز فهي أمور أصيلة لا يتبدل الأصل فيها، ومن هنا كانت بعض المبادئ خيالية حين أنكرت بعض هذه الغرائز، في حين ان المذهب الواقعي هو الذي يعترف بها ويدرك مدى خلق التوازن بينها ولا يركز على أحدها على حساب الأخرى كما فعلت الرأسمالية وكما أدعى فرويد وغيرهما. هذا جانب ثابت في حياة الإنسان. والجانب الثابت الآخر هو ما يحيطه من قوانين وأمور واقعية تتطلب أوضاعا ثابتة لكي تقوم بأداء دورها في حياة الإنسان. المتغير: ولكن لحياة الإنسان جانبها المتغير أيضاً، وهذا التغيير يشمل، التقدم العلمي،