ـ(519)ـ «وأنه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم» ولكن ذلك مرتبط بمدى قيامهم بالواجبات المترتبة عليهم تجاه المسلمين والبلاد التي يقيمون فيها. فاختلاف الدين بمقتضى أحكام هذه المادة ليس سبباً للحرمان من مبدأ المواطنية كما هو الحال في كثير من دول العالم حاضراً وماضياً. هذه الوحدة جعلت أحد المستشرقين الاوربيين يقول عنها: انها وحدة خطيرة، لأنها تحيط بأوربا احاطة محكمة تعزلها عن العالم، ويتابع قوله ان الإسلام قد انتشر انتشاراً سريعاً في فترة لا تتجاوز قرنين من الزمن. وقد كان من أبرز هذا الانتشار السريع الذي تكونت خلاله الحضارة الإسلامية انها نشأت حضارة موحدة. ولهذا لم يكن هناك فرصة لتأثير العناصر الإقليمية المختلفة والثقافية المتباينة عليها. ولم يكن الإسلام ديناً ساذجاً، ولكنه نشأ نظاماً كاملاً شاملاً للحياة. هذه الوحدة هي التي أرسى قواعدها الرسول عليه الصلاة والسلام وهي التي يتكلم عنها المستشرق «جب» والتي يحاول المستعمرون التماس الوسائل لتفتيتها ومن هذه الوسائل إلصاق الشبهات بها بغية زعزعة إيمان أصحابها بها. ونجد في الصحيفة إقراراً لمبدأ المساواة بين أفراد هذه الأُمة حينما يقول عليه الصلاة والسلام: «ان ذمة الله واحدة وأن المسلمين يجير عليهم أدناهم وأن بعضهم موالي بعض دون الناس». دون إغفال لموضوع الأمن الداخلي حيث شدد بالأخذ على أيدي المجرمين، وإنزال العقوبات التي يستحقونها، وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في تلك الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه وأن من ينصره فإن عليه لعنة الله وغضبه