ـ(518)ـ البدء منصباً على تحقيق هذه المهمة في المرحلة الأولى من مراحل الدعوة الإسلامية. وهي مرحلة وجوده في مكة المكرمة. وعندما هاجر إلى المدينة بعد إبرام البيعتين المعروفتين ببيعتي العقبة الأولى والثانية. حيث أصبح للمسلمين حيّزاً مكانياً، وأصبح لهم شوكة وضع مبادئ دستور الدولة الإسلامية مضمناً إيّاها كل ما يتعلق بالجانب التعاملي وكل ما يتعلق بشؤون المسلمين الخاصة والعامة الداخلية والخارجية في الصحيفة التي كتبها للمسلمين. وفي مقدمة هذه الصحيفة وفي الفقرة الأولى منها يؤكد فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مبدأ وحدة المسلمين الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله تعالى: ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ?(1). وبقوله تعالى: ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?(2). والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يجسد هذه الوحدة ويؤكد عليها بقوله: «هذا كتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، انهم أمة واحدة من دون الناس إلى قوله عليه الصلاة والسلام: وان المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى وسيعة ظلم (أي الدفع والعطية) أو اثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم، وأن المؤمنين موالي بعضهم بعضاً دون الناس. ومع التأكيد على مبدأ وحدة المسلمين زماناً ومكاناً لم يتجاهل عليه الصلاة والسلام حق المواطنية لغير المسلمين بل أكد على هذه الناحية نصاً بقوله: ________________________________ 1 ـ سورة الأنبياء - آية 92. 2 ـ سورة المؤمنين - آية 52.