ـ(515)ـ ثانياً: عن طريق الافتراء على هذا الدين بقولهم ان الإسلام كغيره من الأديان ما هو إلاّ سلسلة فكرية بدايته كانت بالكهانة والتنجيم. ثم ترقت إلى السحر ثم إلى الادعاء بالنبوة التي امتصت كثيراً من التقاليد فجعلت لها تلك القداسة الروحية. ولقد ألف المسلمون في صدر الإسلام مثل هذه الافتراءات من المشركين وغيرهم آنذاك وقد رد الله عليهم أي على المشركين بقوله عز وجل: ?وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ?(1). وغوغائية هؤلاء وأمثالهم لن تفيدهم في شيء مما يهدفون إليه وما على المسلمين إلاّ أن يسلكوا سبل الهداية التي أرشدهم الله إليها بقوله: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ?(2). وقال تعالى: ?إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ?(3). ثالثاً: عن طريق فئة المقلدين، وهؤلاء ليسوا بأكثر من مجرد صدى لغيرهم بهرهم الغث من النهضة الأوروبية دون الاستفادة والإفادة من سمين هذه النهضة في نواحي متعددة. وعلى المسلمين عدم الجري وراء هؤلاء. والقرآن الكريم حذر من مغبة السير على نهجهم بقوله مخاطباً سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والخطاب من بعده لأمته: ? وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ ________________________________ 1 ـ سورة النحل: آية 116. 2 ـ سورة المائدة: آية 105. 3 ـ سورة القلم: آية 7.