ـ(503)ـ والسلام ان يحفظ أصحابه من الاضطهاد والهوان أو الفناء بهذه الخطة السياسية حتى إذا وجد ان سبب الهجرة قد زال أرسل يستدعيهم. وبيعة العقبة الثانية التي عقدها مع الأنصار من الأوس والخزرج قبل الهجرة إلى المدينة المنورة والتي سميت ببيعة الحرب على ما ذكر ابن هشام والطبري. وما كانت الحرب إلا عملا من أعمال السياسة. قولـه صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار في هذا البيعة.. أخرجوا الي منكم اثنى عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم قسموا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس. صريح في انه كان يهيء أصحابه لحرب خصومه. وما فعله قبل الهجرة من مؤاخاة بين أصحابه في مكة هذه المؤاخاة التي هدم فيها النزعة القبلية وإزالة الفوارق الطبقية بدليل المؤاخاة مؤاخاته عمه الحمزة ومولاه زيد وابن عمه عبيدة بن الحارث. وبلال وابن أبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة وتآخى هو مع ابن عمه سيدنا علي رضوان الله عليهم أجمعين. هذه مواقف للرسول صلى الله عليه وآله وسلم امتزج فيها الدين بالسياسة لأن الدعوة التي جاء بها لم تكن دعوة للتوحيد ليس غير. ولكنها كانت نظاما سياسياً كاملا. ثم كانت الهجرة إلى المدينة المنورة. والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والعهد الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذي عرف باسم «الصحيفة» وتم فيه تنظيم العلاقات ومختلف شؤون السلم والحرب بين الطوائف المختلفة التي كانت تسكن المدينة المنورة، وحددت الحقوق والواجبات. وتعتبر الصحيفة بحق دستور للدولة التي أرسى قواعدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة حيث تحدد مفهوم الأمة والمواطنة في هذه الدولة انهم أي