ـ(108)ـ أَنْهَارًا?(19). ويخاطب هود ـ عليه السلام ـ قومه فيقول: «ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين» (20). وهكذا تتلازم الزيادة في النعمة الإلهية مع الشكر:?لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ?(21). المظهر الثاني المرونة الإسلامية: نستهدف في هذا البحث جلاء قابلية الإسلام الخارقة على النفوذ إلى الفطرة، وبالتالي قابليته على البقاء والخلود، بقاء الفطرة وخلودها. ويشمل: أ ـ عنصر المرونة الإسلامية في التشريع. ب ـ عنصر المرونة الإسلامية في التطبيق والتبليغ. وقبل كل شيء نود ان نشير إلى حقيقتين: الأولى: إن المرونة لا تعني التنازل المبدئي مطلقاً ولا الميوعة التنظيمية، فإن كلا منها يتنافى مع عقائدية المبدأ المرن وواقعيته العملية، ذلك ان العقائدية والواقعية ـ خصوصاً إذا تصورنا حقيقتهما وانسجامهما الكامل مع حركة الكون والتاريخ والإنسان بتركيبته الفطرية الأصيلة ـ توجبان ثبات الأسس العقائدية والمفاهيم التصورية عن الواقع من جهة، وثبات النظم والبناء العلوي الذي يقوم على أساس من ذلك التصور الرصين، الأمر الذي لا يدع مجالا لما أسميناه بالتنازل المبدئي أو