ـ(493)ـ الإسلام لا يفصل بين الدين والدنيا والدولة مفهوم الدين في الإسلام: هو النظام العام والقانون الشامل لأمور الحياة كلها ومناهج السلوك للإنسان التي أوحى بها الله عز وجل إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأسره بتبليغها إلى الناس كافة مع ما يترتب على التعبير بها أو عدمه من ثواب وعقاب. وعلى هذا كان الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، فالعقيدة هي التصور الكامل الموحد لأمر الكون. والحياة الذي يعرف به العبد رباً واحدا للعالمين فيتخذه إلها يجعل حياته وقفا على طاعته وعبادته قال الله تعالى في سورة الذاريات آية 56 ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ? الآية. كما تتعبد لـه سائر العوالم ويوقن العابد بحق المرجع إلى ربه فيهيء دنياه بحيث يلقاه في الآخرة مرضيا ومسعوداً. أما الشريعة ومنهج الحياة. فهما طريق العابد الذي يسلكه إلى ربه لا يرتد عنه ولا يخالف إلى طريق غيره وما ذلك إلا لكون الشريعة هي المنهج العملي الذي يصدق العقيدة ويحقق معنى العبادة. لأن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولكن وما وقر في القلب وصدق العمل. لذا جاءت شريعة الإسلام شاملة لجميع شؤون الحياة وسلوك الإنسان محققة ما ينفعهم في حياتهم ويحفظهم من الفساد والفوضى في دنياهم... ومن هنا كان لا يمكن لمسلم عرف دينه ان يقول: ان هذا المجال لي ان أنظم أموري فيه كما أشاء وعلى هواي بمعزل عن شريعة الله تبارك وتعالى. لأن أيما جانب يتولى به المرء عن شريعة الله تعالى هو نقض لمقتضى التوحيد. ولأن الدين لايتم إلا