ـ(106)ـ وجمود المفاهيم والتعاليم الدينية!! ووجود الأقليات في المجتمع، وتركيز الدين على خصوص الشؤون الفردية، وانعدام النظام السياسي في التشريع الإسلامي، وضرورة الانسجام مع النظام الدولي العام، والانفتاح على الفكر الحديث في مجال الدولة الحديثة وأمثال هذه الأقاويل التي ناقشها المفكرون الإسلاميون واثبتوا بطلانها وفساد اللجوء إليها، ثم ندين حالة الإفراط، وعدم التوازن، وتجاوز الحد، والتطرف من جهة أخرى، آخذين على دعاته انهم لا ينسجمون مع الطروح الإسلامية الوسط، وملاحظين ان ادعاءاتهم من قبيل: ان مجال العمل الطبيعي لتطبيق الإسلام معدوم ـ نظرا للوضع القائم. وان الأخذ بالشدة ضروري ليتم لنا الحد الوسط، وان الحدة والرسالية تقتضيان هذه المواقف المتشددة، وان العدو جارح فيجب الرد بالمثل عليه، وان القرآن ينهي عن المساومة، فلكم دينكم ولي دين، كل هذه الادعاءات ربما كانت صحيحة في مواردها، إلا أنها لا ترسم لنا خطا عاما يدعونا لعدم التزام التوازن الإسلامي المطلوب، ونسيان الخلق الإسلامي الحميد، في الوقت الذي نقسو فيه على أعداء الله، ونتبرأ منهم، ونقارع سلطانهم الكافر، ونعمل على اجتثاث بنيانهم من الأساس.