ـ(480)ـ بعد ما اتضح انها لا تصلح تفسيرا للتشريع أو الأخلاق والقيم ـ غير الضبابية ـ فهي تختص بجزء يسير من بعض النصوص من نظير قولـه تعالى: ?وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ?(15). فهذه الآية تصلح لزمان نزولها لتلك العقلية البدائية وعلى الرغم من ذلك تصلح لعصرنا هذا وللحظة هذه تصلح لعقلية وثقافة القرن العشرين التي قد تؤمن بأحدث نظرية في علم الفلك التي ترى: «ان الكون يتسع بالتسلسل الدائم، وان كل مجاميع النجوم والأجرام والأجسام الفلكية تتباعد بسرعة مدهشة، بعضها عن بعض، ثم بدأت الحركة والحرارة ويقدر العلماء ان هذا الكون قد وجد نتيجة «الانفجار» فوق العادة وقع منذ000/000/000/50 سنة» (16). اذن هذه الآية ـ العلمية ـ تصلح للماضي والحاضر والمستقبل وهذا هو الأعجاز القرآني حيث يصلح لكل الظروف والبيئات والثقافات وهو فوق الحدود الزمانية والمكانية لأنه ـ وكما أشرنا ـ من خالق الزمان والمكان والمشرف عليهما. ثاني ما أشرنا إليه كان يتمثل في مقولة ان الشريعة الإسلامية أو ان روح الشريعة الإسلامية ـ بالأحرى، بالتطور والنمو تبقى نابضة بالحياة والديناميكية الحركية. سنترك هذه المقولة ومناقشتها إلى ان ننتهي من نظرية الثابت والمتغير لما تتداخل النظريتين في النتيجة بعض التداخل. وقد أشرنا إلى ان جمع ـ غير قليل ـ من مفكرينا يرى ان اللغز يكمن في التفريق بين الأحكام الثابتة غير المرنة والأحكام المتغيرة والمرنة والمتحركة. على انهم اختلفوا ثمة اختلاف نسبي وجزئي في تفسير وتحليل كل من