ـ(478)ـ واستيعابه لكل مراحل الحياة. ثمة مراجعة تاريخية للأمم السابقة تؤكد على ان الله تبارك وتعالى لم يدع أمة من الأمم إلا وأرسل لها رسولها وتشريعها الخاص سواء تفاعلت معه بالشكل المطلوب أو لم تتفاعل... وهذا السير التاريخي يؤكد على ان الشريعة الأخيرة وبمقتضى الحكمة والرحمة الإلهية الجارية في خلقه تقتضي وعلى المنوال نفسه واستكمالاً للمشوار ان تتوفر الشريعة الإسلامية على الميزة والخصوصية التي تجعل فيها القدرة على الاستيعاب الحضاري والزمني الذي يتلاشى في ضوئه كل المحددات الزمانية والمكانية وغير ذلك. وأخيراً: إذا كان الإسلام دين أريد لـه هداية البشرية حتى قيام الساعة فهل يجوز ان يكون كما هو حال من سبقه ـ مقطعياً مرحلياً ينتهي أمده بانتهاء الفترة التي نزل فيها. يؤدي دور الوسيط بين الأرض والسماء من جهة ويواكب المسيرة البشرية والواقع المتطور من جهة أخرى. لو استعرنا لهم ـ من الشريعة ـ مثالاً لتأييد الفكرة نأخذ قضية الرق وأحكامها الخاصة الجزئية التي اجتازتها الحضارة الإنسانية في هذا العصر ـ عصر الاختراعات والاكتشافات عصر الكمبيوتر والانترنيت. هذا وقد اثرنا إلى ان الشريعة الإسلامية التي ترفدها السماء بهالة من القدسية الإلهية والواقعية والخاتمية والعالمية... والشمولية أدى إلى ان يجمع المفكرون والنقاد الإسلاميون بل وغير الإسلاميين من أمثال رونيه دافيد(12) ـ وغيره كثير ـ على حركية الشريعة الإسلامية وشموليتها ومواكبتها مع المسيرة والتطور البشري.