ـ(476)ـ دليل الشمولية: الكتاب والسنة والعقل تمثل ثلاث محطات رئيسية يمكن ان نقف عندها ـ باختصار ـ باعتبارها شواخص على صحة مقولة الشمولية التي نحن بصدد الحديث عنها. في المحطة الأولى تستوقفنا مساحة واسعة من الآيات التي لها نحو دلالة لا تقبل الشك والترديد على شمولية النظام الإسلامي لأبعاد الحياة وإنحائه. يقول تعالى: ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? (6). وقولـه تعالى: ?مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ?(7). ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?(8). وعند انتقالنا إلى المحطة الثانية نلاحظ الروايات الكثيرة التي جاءت بصيغ وعبارات مختلفة تصب في نفس الهدف. في تفسير العياشي عن عبدالله بن وليد قال: قال أبو عبدالله عليه السلام قال الله لموسى: وكتبنا لـه في الألواح من كل شيء فعلنا انه لم يكتب لموسى الشيء كله وقال لعيسى: «لابين لكم بعض الذي تختلفون فيه» وقال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم «وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء»(9). وفي عيون الأخبار بإسناده إلى عبدالعزيز بن مسلم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال يا عبدالعزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، ان الله تعالى لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى اكمل لـه الدين وأنزل عليه القرآن وفيه تفصيل كل شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه كملاً فقال عز وجل: ?مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ?(10).