ـ(475)ـ وحق و... وما نراه يتناسب مع الشمولية الشرعية للإسلام ـ بعد النظرة الربطية التي تقدم الكلام عنها ـ انها تشمل جميع هذه الآفاق وغيرها كثير. ومن المجالات التطبيقية الطريفة في هذا المجال، ان بعض الفقهاء حاول ان يؤسس لفقه عبر عنه بفقه الفضاء يتبنى أبحاث طريفة ترتبط بالفضاء من قبيل بحث اتجاه القبلة لمن على أرض القمر أو على غيره من الكرات السماوية. فهل يصلي المكلف هناك كيفما شاء وباتجاه أي جهة شاء ؟ ام يستقبل الأرض ؟ وإذا كان المطلوب استقبال الأرض كيف يتم ذلك وهل يتولد عن ذلك مشقة على المكلف هناك باعتبار تغير اتجاه القبلة باستمرار بناء على الحركة الوضعية والحركة الانتقالية لكل من الأرض والقمر. وكذلك بحث التربة وجواز الصلاة على تربة القمر أو عدم ذلك ؟ وهل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً يختص بتربة الأرض التي نسكن عليها أم تشمل تربة القمر مثلاً... والى غير ذلك من الأبحاث الطريفة التي ترتبط بالفضاء (4). فهذا التشريع السماوي يمتد مع الإنسان في كل حالاته وظروفه من شخصية واجتماعية ويعبر الحدود والحواجز الزمانية والمكانية هذا وقد جاءت الخطوط الكبرى للإسلام نتيجة إشراف... إشراف يطل على الزمان وعلى المكان... إشراف هو فوق زمان الإنسان وفوق مكانه...إشراف يرى بداية الشيء ونهايته يراه كله... جاءت هذه الخطوط من صانع الزمان والمكان... من مدرك مطلق هذين البعدين... من الله الذي وسع كل شيء علماً !! (5).