ـ(474)ـ الخصائص التي تلتقي بمجموعها ـ في المحصلة الأخيرة ـ لتكون لنا صورة عن خصيصة الشمولية. فالشمولية، وبناء على هذه النظرة الربطية، تعبير عن تزاوج الخصائص الأساسية للإسلام، وعليه من يرى ان الشمولية جزء لا ينفك عن الشريعة الإسلامية وكمسلّمة لا تقبل الشك والترديد لابد ان يكون قد توفر على رؤية ولو إجمالية عن الروافد التي تلتقي لتكون الصورة النهائية عن الإسلام الكامل المتصف بالشمولية والحركة الديناميكية. هذا من جانب ومن جانب وزاوية أخرى يمكن القول ان خصائص من قبيل الإلهية والخاتمية والعالمية والواقعية... لا تنتج، بطبيعة الحال، وبعد التلاقي والتزاوج إلا شريعة شاملة وجامعة لكل نواحي الحياة. بعد هذه الرؤية عن طبيعة الشمولية اذن ما هي آفاق الشمولية ودائرتها ؟ فهل تعني الشمولية استيعاب الجانب الفردي والاجتماعي من حياة الإنسان؟ أم انها تعني استيعاب حالات شخصية الإنسان وابعاده من مادية ومعنوية وروحية وأخلاقية قيمية ونحو ذلك ؟ أم يراد منها انها تمتد أفقياً وعمودياً، تمتد افقيا لتغطي آفاق وحقول متنوعة كالمجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والسيكيولوجي والابستمولوجي والى غيره من المجالات الكثيرة والمتنوعة. وتمتد ثمة امتداد جذري آخر في عمق كل حقل ومجال من المجالات التي أشرنا إليها لتعطي كل حقل حقه ولتتعمق في كل حقل ومجال. فعندما تتغلغل في المجال الاقتصادي مثلاً. نلاحظ انها كمذهب اقتصادي متكامل تغطي كل آفاق الاقتصاد وأجزائه المتنوعة من عرض وطلب وملكية