ـ(464)ـ القمر على سائر الكواكب، وان العلماء ورثة الأنبياء، ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنّما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بخط وافر»(59). وقال أيضاً ناقلا قول المولى العلي القدير: «يا معشر العلماء اني لم أضع فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لاعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم» (60). من هنا نعرف ان الشمولية في العلوم لم تأت لو لم يكن النظام الإسلامي نفسه نظاما عالميا شموليا لكل شيء، جاءت الشمولية من صميمه لا من خارجه، بدوافع أخرى... الهدف الأسمى وراء الشمولية اما الهدف وراء هذا التنوع والتعدد والكثرة من الأحكام والعلوم والعطاءات والجوانب الكثيرة التي جاء بها الإسلام فهو الله، فهذه وان جاءت لخير البشر وتنظيم الحياة وبناء الحياة الروحية والمادية، إلا انها ـ في التالي ـ تصب في رضا الله، وفي حضرته ولولاه لما كانوا وما خلق الجنة والخلود الأبدي قال تعالى ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ?(61) ان البشر لم يخلقوا دون معنى، لم يخلقوا ليأكلوا ويناموا ويعملوا ويموتوا كما تموت الحيوانات والبهائم. أبدا لم يكونوا كذلك، وإنّما اعدهم الله لحياة أفضل ومقام أسمى، هو الاتجاه نحو الله العلي القدير الذي وعدهم بالخير والنعيم الدائم قال تعالى في محكم كتابه الكريم:?أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ?(62). ان هذا الهدف هو الذي أعطى معنى للحياة وقيمة لحياتنا القصيرة ولولاه