ـ(463)ـ وحين نأتي على القرون اللاحقة نجد العلوم قد ازدادت بشكل كبير حتى لتجد المؤلف (طاش كبرى زاده) الذي عاش بين سنة 901 هـ ـ 968 هـ يؤلف كتابا من ثلاثة مجلدات يجمع فيها كل العلوم التي عرفها عصره، ولنقرأ ما يقول تحت عنوان في بيان حصر العلوم في الإجمال يقول:«وقال بعض الفضلاء: علم التفسير لا يتم إلا بأربعة وعشرين علما على ما هو المختار عند المفسرين..»(54) ويقول أيضاً «وقال بعض العلماء : العلوم المستخرجة من القرآن ثمانون علماً دون فيها كتابا. وقيل ان العلوم الحكمية تتضمن خمسة عشر فناً إلا ان فروعها أكثر من خمسين. كما سنقف عليه، ثم قال نقلا عن بعض العلماء: ان العلوم المدونة ثلاثمائة وستة وستون علما ثم قال والمختار عندي ان عدد العلوم أكثر من ان يضبطه قلم »(55). ولاشك ان هذه العلوم وغيرها مما لم نذكر، تشمل كل جوانب الحياة دنيا وآخرة، وهي في الحقيقة لم تنم بهذا الشكل المذهل لولا القرآن الكريم والإسلام نفسه، فقد حث القرآن في كثير من آياته على العلم والعلماء والاهتمام بكل ما يهم الإنسان ويكامل حياته، فإذا كانت العلوم النقلية والشرعية قد جاءت مباشرة من القرآن، حث عليها ودعا إليها، فان العلوم العقلية المتنوعة جاءت بسبب من حث القرآن على العلم كقوله تعالى ?وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا? (56) أو قولـه تعالى ?هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ?(57) أو قولـه تعالى ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء?(58) وما إلى ذلك. وكذلك حث الرسول الأعظم على العلم وتنظيم الحياة حيث قال «ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وان العالم ليستغفر لـه من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل