ـ(458)ـ وقد غطت كل مرافق الحياة من دينية أو دنيوية، حيث التكامل الذي طبع الإسلام بهويته. فهناك الكتب الفقهية لكبار أئمة الفقه وصلت إلينا سالمة بخطوط قديمة، وهناك كتب الأصول المتنوعة والعقائد، وقد احتوت عصارة عقول علمائها لتصل إلينا ونبني فوقها من عصارات علمائنا الجدد. وهناك كتب الحديث المتنوعة، وأصولها وقد وصل منها الكثير مما درس وحقق، وصل على شكل مجموعات منظمة مقسمة. وهناك كتب النحو والبلاغة والأدب والشعر وصلتنا على أشكال مختلفة عامة تجمع الموضوع الواحد بما يحتوي من فروع، وخاصة في موضع واحد. فمن الكتب العامة مثلا كتاب سيبويه (الكتاب) وهو مطبوع، وغيرها من الخاصة مثلا: «كتاب المذكر والمؤنث» لأبي حاتم السجستاني ومن الشعر وصلتنا مجاميع مجموعة وأخرى مفردة، قصيدة واحدة إضافة إلى كتب اللغة والأدب والأمثال والغرائب... وهناك كتب التراث العلمي... وهي كثيرة أيضاً، وقد جاء الاهتمام بها متأخرا ككتب البيروني في الفلك والجيولوجيا وكتب الرازي وابن سينا في الطب وكتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي وكتب جابر بن حيان في الكيمياء (طبعت على شكل رسائل جمعها بول كرواسي) إضافة إلى كتب في الحيوان والنبات والهندسة... وهناك أنواع أخرى من التأليفات في الفروع العلمية الأخرى. ومن مجموع هذا التراث ندرك جيدا ان الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، وبوحي من القرآن الكريم، جمع كل ما يمت إلى الحياة الدنيوية والأخروية من صلة.