ـ(457)ـ وساهموا في لبنات الحضارة الإسلامية الشامخة. وهو غزير وهائل وثمين على الرغم من الخسائر التي لحقته من ضياع وتلف الكثير من المخطوطات وتشويهها وسرقتها وحرقها وخاصة زمن الغزو المغولي. وهو الآن متفرق في المكتبات العامة والخاصة والمتاحف الدولية وبيوت الأغنياء والخزائن الخاصة والجامعات والمعاهد العلمية والمراكز الثقافية والمؤسسات العلمية، الكثيرة المنتشرة في كل انحاء العالم ومقدر عددها بين (3 ـ 5) ملايين مخطوطة (44). واغلبه مخطوط على شكل كتب خطية على الورق أو على الرق أو البردي، والقليل منه حقق وطبع والبعض من طبع دون تحقيق وهناك نوع آخر من التراث، وهو تلك البقايا الأثرية الموجودة في المتاحف وبعض بيوت الأثرياء، كالأقلام والمحابر وأدوات الكتابة الأخرى، والمنابر التي كان يرتقيها الخطباء والأجهزة الطبية كالمشارط والسكاكين والأجهزة الكيميائية كالدوارق والأواني والأدوات الهندسية والأدوات الفلكية كالاسطرلابات، إضافة إلى غير المنقولات كالمساجد والجوامع والمراصد والبيمارستانات (المستشفيات) وما إلى ذلك مما كان لدى المسلمين أيام حضارتهم. كل هذه الأدوات والأجهزة إضافة إلى كتب الخطية، تعد ضمن التراث الذي خلفه لنا المسلمون الأجداد، وهي كما رأينا موجودات متنوعة تدخل ضمن شمولية الإسلام لكل مرافق الحياة. ولعل في طليعتها تقف الكتب الخطية الموروثة، فهي في الحقيقة خلاصات عقول علمائنا زمن ازدهارهم، ولاشك ان قسماً منها كتب بأيديهم، أي بأيدي العلماء أنفسهم، وفي هذه الحالة تكون ثمينة جدا.