ـ(456)ـ وعن البحار: ?وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا?(40). وعن الرياح والسحاب وطاقاتهما، قال تعالى: ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ?(41). وهناك آيات كونية علمية كثيرة تحدثت عن موضوعات علمية شتى لا مجال لذكرها ويمكن الرجوع إلى مظانها حيث جمعها الباحثون في كتب خاصة أو ضمن كتب التفسير (42). لقد جمع القرآن كل شيء، لكن حديثه فوق كل الأشياء وفوق كل الجزئيات المتغيرة وفوق كل العلوم الضيقة المحدودة في الزمان والمكان، وهنا يكمن معنى الإعجاز والتحدي لكل ماعداه.... وخير ما اختم به هذا الموضوع قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في شمولية القرآن وهو: «وفي القرآن نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم» (43) وهذا أروع معنى للشمولية والخلود القرآني. شمولية التراث: بعد الحديث عن شمولية القرآن في الزمان والمكان والعطاء، وكل ما يتوقعه إنسان، يكون من المناسب الحديث عن شمولية التراث الإسلامي. فالتراث هو كل ما بقي لنا من بعد القرآن والحديث من انتاجات المفكرين وتسجيلات الأحداث والإنجازات التي قام بها المسلمون ومن دخلوا رحاب الإسلام