ـ(455)ـ حضوره دائماً وأبداً أفقياً وعمودياً، وحيث ان العصر عصر علمي فسيكون لحضور الجانب العلمي وقع كبير في النفوس والعقول، فالأبحاث المتقدمة في الحياة والكون في الوقت الحاضر ستزيد من روعة القرآن وستعطيه عالمية وشمولية أكبر من ذي قبل. وفي هذا الصدد يذكر د. عماد الدين خليل: «ان القرآن يظل في حالة حضور دائم في قلب العالم والكون، يعايش سننهما ونواميسهما ويحدثنا عنهما، وانه لأمر بديهي ان تتعانق معطيات العلم وتتوازيا لا ان تتضادا أو تقوم بينهما الحواجز والجدران، ذلك ان مصدر العطاء واحد وهو الله جل وعلا صانع السنن والنواميس ومنزل القرآن.. خالق الكون والعالم وباعث الإنسان ?قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ?(35). وحضور القرآن يعني انه تحدث عن أشياء كثيرة جدا، عن موضوعات قديمة، وأخرى مستجدة لم تكن يوم نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل أربعة عشر قرنا. ومن الموضوعات العلمية الكثيرة التي تحدث عنها القرآن: عن الكون والأفلاك كقوله تعالى: ?وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ _ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ _ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ?(36). وتحدث عن الطعام والماء والزراعة بقوله: ?فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ _ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا _ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا _ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا _ وَعِنَبًا وَقَضْبًا _ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا _ وَحَدَائِقَ غُلْبًا _ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا?(37). وتحدث عن خلق الإنسان ?فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ?(38). وتحدث عن الجبال وطبقات الأرض فقال تعالى: ?وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ?(39).