ـ(454)ـ هذا المجال، وفي مختلف أنواع المعرفة. وفي العصر الحالي يبرز الإعجاز العلمي في القرآن على أعظم صوره فقد تحدث القرآن عن أمور علمية لم تكن معروفة في الوقت الذي نزل به القرآن، فهناك مواد علمية لم تكتشف إلا في عصر العلم والتكنولوجيا ويكفي هنا ان اذكر إعجاب عالم فرنسي كبير أسلم وآمن بالقرآن ليضعه فوق الإنجيل والتوراة ويعجب به أشد إعجاب باعتباره سابقا زمنيا معارف العصر الحالية. يقول موريس بوكاي: «لقد أدهشني في البداية هذه الصورة العلمية الخاصة بالقرآن إلى حد بعيد لأني لم أكن أظن أبدا انه يمكن حتى هذا الزمن ان تكتشف في نص مكتوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا، عددا من اليقينيات المتصلة بموضوعات شديدة التنوع ومتفقة تماما مع المعارف العلمية الحديثة»(32). ثم يقول: «وقد أعرت انتباها خاصا جدا لما يعطيه من وصف لعدد من الظواهر الطبيعية. لقد أدهشتني دقة بعض تفاصيل الكتاب المندرجة في النص الأصلي بسبب توافقها مع احدث مفاهيمنا اليوم، ولكن التي لا يمكن لإنسان في عصر محمد ان تكون لـه عنها أية فكرة» (33) ويقول أيضاً: «والذي يدهشني فكرة من يواجه مثل هذا النص للمرة الأولى، هو غزارة الموضوعات المطروحة مثل الخلق، والفلك، وعرض بعض الموضوعات الخاصة بالأرض وجنس الحيوان والنبات، وتكاثر الإنسان، تلك الأمور التي نجد عنها في التوراة دون نص القرآن أخطاء علمية كبيرة، تحملني على التساؤل: إذا كان كاتب القرآن بشراً فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت انه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة ؟ »(34) ان شمولية القرآن لكل مطالب وموضوعات الحياة تعني في الوقت نفسه