ـ(453)ـ وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?(25). وان لا تزر وازرة وزر أخرى قال تعالى ?وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى?(26). وجعل المساواة بين البشر، وجعل أساس المفاضلة، التقوى قال تعالى ?إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ?(27). ولافرق بين الرجل والمرأة في الأصل، وإنّما في الخصوصيات فالحساب والجزاء واحد لكل منهما: قال تعالى: ?أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ?(28). وتحدث في التاريخ وجعله عبرة لمن يعتبر، قال تعالى: ?أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ?(29). وجعل للأنبياء مساحة واسعة ـ وخاصة كبارهم (اولوا العزم) وجعل حياتهم وصراعهم مع الباطل وأفكارهم وأعمالهم نماذج للخير والعدل والاعتبار، وفي قصص نوح وموسى وعيسى وإبراهيم ويوسف وأيوب وسليمان وغيرهم مما كان قبل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير عبرة وتجارب للمسلمين في حياتهم، وحين يصل القرآن إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يضعه في مقدمة الأنبياء ويجعل لـه مساحة واسعة، فهو النموذج الأمثل للبشر، حين يصفه ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?(30) وهو المجسد الحقيقي للإسلام. ويستعرض القرآن الكريم أمورا مستقبلية غيبية كقوله تعالى ?غُلِبَتِ الرُّومُ _ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ _ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ?(31) وهناك من المعلومات الغيبية الجاهزة الكثير الكثير، حيث لا سبيل إلى الحصول عليها إلا من القرآن، فهو مصدر رائع لم يستطع أي مصدر ان يقدم ولا جزءا مما قدم القرآن في