ـ(451)ـ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ? (12). ومن خلال هذه الهداية الكبيرة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور يضع الإنسان يديه على كل منابع الحياة من أجل حياته ومستقبله «وقد ربط القرآن الكريم الهدف الأول (الهداية) وبأسلوب إعجازي فريد، بالنظر إلى تلك المخلوقات والظواهر، وخاصة الآثار التي تقع في متناول الحس، ليستنتج الإنسان كم هو صغير تجاه الكون وقواه الكبيرة من جهة، وكم هو والكون ضئيلان إزاء الخالق المبدع من جهة أخرى، وهو طريق فطري ينتهي إلى الإذعان بعظمة الخالق» (13). وهذا الربط بين الحياة ومنابع الحياة والآثار التي خلقها الله في العالم والكون، هو الطريق الأمثل إلى الاتجاه لفهم عظمة الله وقدرته على الإبداع. فالكل يصب في طريق الهداية الذي أراده الله تعالى للإنسان وأكده قرآنه المجيد من أجل حياة آمنة طيبة وآخرة مضمونة فيها رضا الله. والحقيقة ان القرآن الكريم ـ بنظرة عامة ـ لم يغادر صغيرة ولا كبيرة، وكيف يغادر ذلك وهو القرآن الخالد الممتد زمانا ومكانا، وما معنى الخلود والشمول والخاتمية إذا لم يحصي كل ما يحتاجه الإنسان المسلم من احتياجات ومطالب ؟ وما الفرق بينه وبين الإنجيل والتوراة والكتب المقدسة وغير المقدسة الأخرى. انه شامل عام دون تفصيلات ـ كما قلنا ـ ومن أراد التفصيلات فعلية أقوال الرسول الكريم وأهل بيته الكرام، واجتهادات العلماء في ضوء القرآن والسنة. لقد حمل القرآن كل الأوليات التي توفر للإنسان احتياجاته المادية والمعنوية، وقد نص على هذا المعنى في أكثر من آية... قال تعالى في قرآنه: ?مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ?(14) وقال أيضاً ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ?(15)