ـ(450)ـ العربية شملت بلاد الشام وأرمينية، وفي الشرق والجنوب الشرقي بلاد القوقاز وفي شرق ما بين النهرين بلاد فارس وأفغانستان وخوارزم ووادي نهر السند إلى تخوم الصين» (11) مسؤولية القرآن لكل مطالب الحياة الشمولية لمطالب الحياة الإنسانية، هي العمومية الأخرى للقرآن أو الإسلام بشكل عام، فليس القرآن كتابا محددا في موضوع من الموضوعات كما في الكتب الأرضية الكثيرة الأخرى، أبدا ليس القرآن كذلك، انه كتاب النهي شامل لكل ما يحتاجه الإنسان في حاضره ومستقبله في دنياه وآخرته، ولعل من الخطأ الفادح ان يعتبره البعض كتابا فيزياويا أو كيمياويا أو رياضيا أو تاريخيا متخصصا أو أخلاقيا، ولو كان كذلك لكان وقتيا كما في الكتب المتخصصة الأخرى. القرآن في الحقيقة أعلى وأوسع من كل ذلك انه كتاب مفاهيم وكليات ولمحات أحيانا ورموز أحيانا أخرى، ووقائع عامة، وأحيانا محددة، ودستور عام للأخلاق والإعداد الصحيح لخلق إنسان متكامل. القرآن جمع كل ذلك. لكننا إذا أردنا التماس الهدف الحقيقي الكبير للقرآن، فالهداية هي الأساس، هداية الإنسان وإخراجه من ظلمات الجهل إلى نور الحياة والمسيرة الصالحة، وكل ما جاء به من أمور أخرى وموضوعات متنوعة تصب في هذا الهدف العظيم، وهو الهداية الكبرى إلى النور والى الحق وبالتالي الاتجاه نحو الله العلي القدير خالق الإنسان ومنزل القرآن والرسول الأكرم من أجل الإنسان ومن أجل سعادته في الدارين. وقد أكد القرآن هذا المعنى، الهداية في أكثر من آية شريفة، قال تعالى في محكم كتابه الكريم: ?الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ