ـ(449)ـ المرتبط بهذه الدنيا، والفعل، ما ان نزل القرآن حتى انتشر خارج النقطة التي انطلق منهما ناشرا أنواره وأحكامه وعلومه في كل أصقاع الأرض، فدخل الناس في دين الله تعالى أفواجا مقبلين على الإسلام الذي خلصهم من عبودية العبيد، من ظلم الإمبراطوريات الكبيرة الروم والفرس وخلصهم من عبادة الأوثان والأصنام، مقدما لهم نظما متنوعة أخلاقية اقتصادية، اجتماعية معرفية وكل ما يحتاجه إنسان في سبيل تنظيم حياته الدنيوية والأخروية، جامعا بينهم، تحت إطار واحد وشعار واحد الإيمان بالله الواحد الأحد والإيمان بالنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالأحكام التي أنزل الله، فالكل تحت هذا الإطار التي أطلق عليها «الإسلام». لقد جاء الإسلام رحمة إلى كل العالم، وفي فترة وجيزة انتشر وساد مناطق كبيرة من العالم شملت رقاعا شاسعة جدا. وفي هذا الصدد نذكر ما قاله المؤرخ طه باقر: «انه لم يمضي زمن طويل على نجاح الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتوطيد دعائمها في عهد الخلفاء الراشدين (632 ـ 661 م) حتى انتشر الإسلام خارج الجزيرة في فترة زمنية قصيرة مدهشة. وامتدت الفتوح العربية بسرعة خاطفة إلى جميع أقطار الشرق الأدنى والأقاليم الشرقية وازدادت اتساعا في عهد الدولة الأموية (661 ـ 750 م 41 ـ 132 هـ)، فشملت رقاعا شاسعة دخلت ضمنها شمالي أفريقية والأندلس (أسبانية 711) وبلاد إيران وأقاليم ما وراء النهر، وتوطدت الأحوال السياسية والتنظيمات الإدارية لتلك الإمبراطورية الواسعة في عهد الدولة العباسية 32 ـ 656 هـ، 750 ـ 1258 م). التي شملت بلدانا كثيرة من أقصى المغرب وأسبانية وجزرا مهمة في البحر الأبيض مثل صقلية مكريت وقبرص ومالطة وسردينية وجنوبي إيطاليا. والى الشمال من الجزيرة