ـ(100)ـ ويحوله إلى عمل في سبيله، فيتحقق نوع متكامل من التوازن البناء. 5 ـ التوازن بين صورة الدنيا وصورة الآخرة، بحيث تترابطان إلى حد الوحدة، وتتميزان إلى حد التباين. 6 ـ التوازن بين طرق الخير وطرق الشر المعروضة أمام الإنسان، مما يفتح إمامه سبيل الاختيار الحر، وهناك نصوص شريفة تركز على هذه الحقيقة (9). 7 ـ التوازن بين قوى الإنسان والأهداف المنشودة التي خلق لأجلها. علما ان الصورة التي يرسمها الإسلام عن الواقع لا يمكن ان نجدها لدى أي مذهب. التوازن في تعامل المسلم مع الواقع: وعلى ضوء من النظرة المتوازنة إلى الواقع يرسم الإسلام للمسلم مواقف متوازنة منه، أي من الواقع. 1 ـ الموقف المتناسق من الكون المتناسق. ذلك أن التصور السابق يدفعه للانسجام مع الكون ليتحقق الهدف المنشود من الخلقة . وهنا تبدو والعلاقة الرائعة بين التسخير والشكر، فالتسخير انسجام تكويني، والشكر انسجام إرادي من قبل الإنسان: ?وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ _ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ?(10). وكذلك ?سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ?(11). 2 ـ موقف العبودية المطلقة والشكر لله مع الاعتراف بفضل المخلوق... فالإسلام على ضوء ما سبق، دعا لجعل الشكر المطلق لله تعالى باعتباره