ـ(95)ـ والقوة المتحركة لاتتم إلا من خلال احتضان أبناء الأمة وتحميلهم المسؤولية للمساهمة في مسيرة الحضارة وعدم ترك أي شرعية في المجتمع بعيدة عن الاشتراك في رسم المستقبل; ومن ثم خلق حالة من التنافس في العمل من أجل تقديم الأفضل والأحسن في النوع والكمية. عوامل الضعف والتفرقة عن المسلمين يعتبر الإسلام في مجال الفكر والسياسة رسالة تستوعب دنيا الإنسان وتلبي كل حاجياته فتنفتح على كل ما يمس واقعه من بعيد أو قريب بهذا اللون من العمق وتؤلف عملية انقلابية ثورية ترفض بعنف وبكل جزم كل مرتكز ذهني وكل سلوك وكل تفاعل يجري في دنيا الإنسان وهو على منأى من منهج الله تعالى. والإسلام حركة تاريخية كبرى تتخطى أبعاد الزمن والأمكنة; لا يقبل المساومة ولا الوسطية ولا أنصاف الحلول، ولا يقبل أية صيغة تفاهمية مع الواقع الاجتماعي وقواه الضالعة في ركاب المناهج الوضعية ; وإنّما هو مد ثوري يفرض وجوده ويجسد أطروحته في الحياة بشكل يحقق كل تطلعات الإنسان ويلبي كل أمنياته ورغباته وميوله الفطرية متجاوزاً بذلك كل السمات السلبية والتناقضية التي ترسبت خلال عهود الانحراف عن المنهج الإلهي. إنّ هناك بعض الركائز التي ساهمت في حرف الأمة الإسلامية عن مسيرتها وكادت تقطع الصلة بينها وبين رسالتها الكبرى في الحياة وحولتها إلى أمة ضائعة مهزومة خائرة القوى تتوزعها الشعارات وتقتسمها الأهواء ; ولذا فان الاستقراء المنطقي الواعي والتحليل العلمي الصحيح لواقع أمتنا اليوم يكشف عن مدى الانحراف عن الخط الرسالي على