ـ(88)ـ التصورات وتوغل في المظالم والدروب الوعرة. لقد منّ الله سبحانه على البشر ودعاهم إلى التوجه إليه عبر رسالته ليوفر عليهم همّ إنشائه أساساً وأن يحمل عنهم معاناة الكد فيه; ولذلك فان تبديد الطاقة في هذا المجال الذي لم يهبهم الله دليله ولا أداته دون التفرغ لتلقي هبة التصور الرباني والعمل على إدراكها والتكييف بموجبها والمعاناة والإبداع من خلالها معناه: الاستمرار في الخبط والمتاهات. لقد رسمت الحضارة الإسلامية ما يعتمد عليهما في بنيانه وكيانه أمران هما: الأساس الروحي والمادي معاً، منطلقاً وصبغةً وبناءاً; في عملية الوعي المركزية للإنسان اللذان يدرك من خلالهما غاية وجوده الكوني فينتهج فلسفة مؤمنة واعية منفتحة ينبثق عنها النظام الاجتماعي الذي يمنحه الحياة الكريمة وحق الأمن والحرية. عوامل القوة عند المسلمين: أولاً: تستند قوة المسلمين الحقيقية على الحضارة الإسلامية التي يمتلكونها; والتي تكون وحدها الباعثة في بقائهم وارتقائهم وقوام وجودهم; فالأيدلوجية الإسلامية مشحونة بالمنهاج التكاملي الصحيح لحياة الإنسان; والمعبأة بالنظام الحياتي المتماسك. وهذا أمر طبيعي بالنسبة لكل أيدلوجية شاملة تمد جذورها في كل جوانب الحياة، والمنهاج الإسلامي كما ذكرنا عبارة عن السياسة الإسلامية والاقتصاد والاجتماع، ومعنى السياسة الإسلامية هو تأمين الدولة الإسلامية والدفاع وحفظ الآمن والاستقرار لها، هذه هي التصورات والرؤى حول آفاقه ومفاهيمه المتكاملة ولذا فإننا نعتبر قيام الدولة الإسلامية ضرورة شرعية وحضارية باعتبارها الوحيدة في مصدر القوة عند المسلمين، من خلال تفجيرها الطاقات الإنسانية والارتفاع بها إلى موقعها الصحيح في المسيرة الحضارية; وإنقاذ