ـ(83)ـ الإسلامي من أدوات وأجهزة وآلات(1). ان هذه المدنية الإسلامية وبشهادة علماء العصر ومؤرخيه من "ول ديورانت وسـتايلتون وجوستاف لوبون وسنجرو وسيديو" وغيرهم قد أدت دوراً كبيراً لا يستهان به في خدمة المدنيه الأوربية الحديثة. فالبراءة ميزة المدنيه والحضارة هي التي تتحكم فيها تبعاً لمنطقها الخاص واتجاهاتها العامّة فتحولها خيراً كما في الحضارة الإسلامية أم شرّاً كما في الحضارة الغربية(2). مقومات الحضارة الإسلامية وعناصرها ذكر "ول ديورانت" في قصة الحضارة أربعة عناصر للحضارة على الإطلاق بعد أن عرّفها بأنها نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي فقال: "تتكون من أربعة عناصر هي: المواد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون"(3). ثم قال في موضع آخر من كتابه بعد أن فصل بين الحضارة والمدنية: "ليست تتوقف المدنية على جنس دون جنس، فقد تظهر في هذه القارة أو تلك; وقد تنشأ عن هذا اللون من البشرة أو ذاك; وقد تنهض في بكين أو دلهي، في دافنا أو لندن، فليست المدنيه وليدة الرجل الإنجليزي"(4). ____________________________________________ 1ـ انظر علوم المسلمين أساس التقدم العلمي الحديث لجلال مظهر: العدد 347. 2ـ انظر أزمة العالم اليوم للقرشي: 12. 3ـ قصة الحضارة: 3. 4ـ المصدر نفسه: 6.