ـ(82)ـ من العلوم والمعارف الإسلامية التي اقتبس الغربيون الكثير منها عن طريق الأندلس وصقلية والشمال الأفريقي.. لقد كان وجود ابن الهيثم وجابر وغيرهما ممهداً ولازماً لظهور غاليلو ونيوتن، فلو لم يظهر ابن الهيثم وجابر لاضطر كل من نيوتن وغاليلو أن يبدءا من حيث بدأ جابر وابن الهيثم; كما ان ابن يونس الرياضي مهد "لفابيير" في المثلثات، هذا وإن لإخوان الصفا تدقيقات جيلوجية هامة في تبادل البر والبحر يراها العلماء الاختصاصيون أساساً لتكوين نظرية الصحراء "ليوحنا وانتروش لابل"; وأما أبو منصور الموفق فهو أول من أظهر قاعدة عجينة "پارليس" في الجراحة، وأول من ميّز بين "كربونات الصوديوم" و"كربونات البوتاسيوم" وأول من استخدم الجير الحي في إزالة الشعر من الجلود. أما أبو بكر الرازي فأول من وضع كتاب في طب الأطفال ومارس الطب التجريبي; وابن سينا هو أول من قال أن المعدة تتأثر بالاضطرابات النفسية وقد تحدث عن السرطان; وكتابه القانون وصفه "وليام اوسلر" بأنه إنجيل الطب; مضافاً إلى نظرياته الجيولوجية في تكوين الصخور والجبال والحفريات، كما قد كتب ابن رشد في الصحة الغذائية، أمّا ابن نفيس فانه يُعد أول مكتشف للدورة الدموية الصغرى، وقد تكلم البيروني عن النفط والصلب; واكتشف المسلمون أيضاً القلويات والحوامض وبعض العقاقير، وحللوا عناصر الطبيعة الثلاث والمعادن السامة إلى عقاقير رقيقة مأمونة. وأمّا في مجال الصناعات; فان البوصلة التي أتاحت لـ "كريستوف كولومبس" أن يكتشف القارة الأمريكية هي إحدى مخترعات المسلمين; كما انهم عرفوا صناعة الورق وتكرير السكر واختراع البارود.. إلى غير ذلك مما ابتكرته العقلية الإنسانية في العصر