ـ(581)ـ وبحسب الأدلة لا يستحق اعتلاء هذه المراقي إلاّ الاوحدي من الناس والذي جمع خصالاً هيئته لارتقاء مقام الأنبياء والأوصياء. عن علي عليه السلام لشريح القاضي: "يا شُريح قد جلست مجلساً لا يجلسه إلاّ نبي أو وصي نبي أو شقي"(1). فما ظنك بمن يتولى أمر المسلمين في جميع مناحي الحياة. وعن مولانا الإمام الصادق عليه السلام: "اتقوا الحكومة فان الحكومة إنّما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبي أو وصيّ نبي"(2). وعن مولانا الصادق عليه السلام: "من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزّ وجل فهو كافر بالله العظيم"(3). فما قولك فيمن يحكم في الدماء والأعراض والنفوس ويوجه مسار حياة الناس وعقولهم وغرائزهم ويكون السبب الأقوى في هداية الناس وضلالهم. قال الله تبارك وتعالى:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"(4). رأي الجمهور في الشرائط والصفات المفروض توفرها لاستحقاق زعامة الأُمة: ذكر في الفقه على المذاهب الأربعة ـ إنهم اتفقوا على ان الإمام يشترط فيه أن يكون مسلماً، مكلفاً، حراً، ذكراً، قرشياً، عدلاً، عالماً، مجتهداً، شجاعاً، ذا رأي صائب سليم السمع والبصر والنطق. وفي الأحكام السلطانية للماوردي شروط سبعة: العدالة، العلم المؤدي إلى الاجتهاد وفي النوازل والأحكام، سلامة الحواس، سلامة ___________________________ 1 ـ وسائل الشيعة، ج 27 ص 17. 2 ـ وسائل الشيعة ج 7: 17. 3 ـ وسائل الشيعة، ج 27 ص 32. 4 ـ سورة المائدة: 44.