ـ(580)ـ نظام دولته بأحسن وجه فلما اكتمل البناء وقام على سوقه وانتظم أحسن انتظام وسارت الأُمة في طريق الهداية والصلاح إلاّ أنّ كل شيء في أول عهده وبدء نموه، أيتركه ويمضي لتفعل الاتفاقيات في هذه التركة العظيمة التي أعدّت لهداية البشرية جمعاء إلى يوم القيامة فعلها أو لينتهز فرصتها كل طامع وما أكثرهم وفي المدينة من يتربص بالأمة الدوائر ومنهم من مرد على النفاق ?وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ?(1). فكان أن عهدها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم إلى علي أمير المؤمنين في مناسبات كثيرة منها يوم نزول ?وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ?(2) في أول البعثة ومرة يوم الغدير في حجة الوداع في آخر البعثة وآخرها كان يوم الخميس(3). وما أدراك ما يوم الخميس وفيما بينها مرات كثيرة تجدها مسطورة في كتب الجمهور المعتبرة. وأوصى علي عليه السلام إلى الحسن عليه السلام وهكذا إلى المهدى(عج). واليوم، هل يُترك الأمر لمن شاء وأراد أو للأُمة ترفع على عرشها من أحبت ولمن ينفذ أحكام الإسلام، أم ماذا، ومن أين يعرف الإسلام وكيف. الأصل في هذا المقام عدم استحقاق أحد للولاية على أحد ـ كائناً من كان ـ إلاّ بدليل. ومجرد الشك في استحقاقه كاف لمنعه منه. فلما نعلمه من أهمية هذا المقام وكونه وراء معظم المآسي التي نالت الجنس البشري والى ساعتنا هذه ولما نعلمه من اهتمام الإسلام به بشكل جعل لـه مركزية ومحورية في قضاياه وتعاليمه فلابدّ من الجزم وتحصيل اليقين بان صاحب الشروط الكذائية لـه تسنم زعامة الإسلام والمسلمين حتى يُخلى بينه وبينها. ___________________________ 1 ـ سورة التوبة: 98. 2 ـ سورة الشعراء: 214. 3 ـ المراجعات: السيد عبد الحسين شرف الدين، ص 258 ففيه تفصيل أمرها.