ـ(568)ـ والثقافي في العالم الإسلامي وهى تقوم بتقديم المعونات الاقتصادية والدعم السياسي رغم المستلزمات التي تثقلها في الداخل، ولكن نظرتها الشاملة إلى المسلمين تجعلها تشعر بعضوية وترابط أية دولة إسلامية بالجسم الإسلامي الأعم والاشمل، والطريق الطويل أمام تحقيق مطالب الجمهورية تكمن فيه مؤامرات الأعداء، ومحاولاتهم لتفشيل مسيرتها وإظهارها بمظهر العاجز عن الاستمرار وكم كانت دهشته كبيرة لهذه الديمقراطية التي تجلت في انتخاب رئاسة الجمهورية رغم الضبابية التي حاول البعض طرحها على الساحة الإسلامية، كما دهش العالم أمام استمرار الحياة الصناعية والعمرانية والعسكرية وغيرها أثناء الثورة وبعدها. فقد ظنت دول الاستعمار والاستكبار بان سحب الخبراء والمهندسين الفنيين من إيران سوف يربك الاقتصاد الإيراني، ويعرقل مسيرة الأمة، ولكن الشعب أظهر قدرة فائقة في إدارة مصانعه وزيادة إنتاجه، بكفاءة عالية، فاقت كفاءة الخبراء المسحوبين من الجمهورية، وحاول الأعداء الحصار الاقتصادي لهذا البلد، لكن تمسك أفراد هذه الأمة بحبل الله والتزامهم بأوامر قياداتهم الإسلامية، أفشل هذا الحصار وأثبتت الجمهورية الإسلامية للعالم أجمع أن الإسلام دين دنيا وسياسة وحضارة فلن يضيرها ولاية الفقيه الملتزم بشروط الإسلام وتعاليمه بل على العكس فقد أظهر تفوقاً في ولايته وسياسته وهذا أمر طبيعي لان الأخلاق والتقوى التي تتجلى في نفسيته كفيلة بنجاح مهمته التي أوكلته بها الأمة، فأعاد الثقة بالإسلام وشريعته وأنعش المسلمين في العالم بعد الوعي الذي بدأ يدب في عقولهم، وتسارعوا للتفتيش عن ذواتهم، واستيقظت ضمائرهم فتآلفت قلوبهم ولكن الأعداء جندوا كل طاقاتهم للقضاء على كل حركة إسلامية وصموها بالإرهاب وتعاونت معهم جميع المؤسسات الدولية كمجلس الأمن وغيره، فرءوا في تحرك الإسلام وتوحيد المسلمين خطراً على مصالحهم الاقتصادية والسياسية، فدسوا الدسائس بين المذاهب