ـ(569)ـ ونجحوا مع الأسف في بعض المواطن الإسلامية وفشلوا في البعض الآخر، وقد تعاطف مع هؤلاء الأعداء بعض الحكام والسلاطين، فأخذ ينسبون كل حركة تطالب بأبسط الحقوق بأنها حركة إرهابية، وتتهمها بالارتباطات الخارجية. وتسعى إلى التفجير هنا وهناك تمهيداً للقبض على قادة الحركات المحقة. وعلى أي حال ـ.. أيها الاخوة ـ طريق الاتحاد طويل والصبر يجب أن يكون طويل، وعلينا أن نسعى جميعاً إلى وأد الفتن في مهدها، ونتمنى على بعض العلماء الذين لاهمّ لهم إلاّ تفريق هذه الأمّة أن يتقوا الله فيما يقولون ويفعلون، فالتوحيد الذي لنا شرف الانتساب إليه ينظر إلى جميع الأديان والمذاهب على أنها مظاهر مختلفة لحقيقة واحدة فلا يجوز أن نفضل فئة على فئة إلاّ بما تقدمه لوجه الله، وتسعى لخير المجتمعات، ورفع الظلم عن المظلومين ومناصرة المستضعفين، فاتحادنا ديني وإنساني فان الأرض الصلبة التي هيأتها الجمهورية الإسلامية في دستورها وممارستها يمكن أن نتحرك عليها في نطاق مجمع التقريب بين المذاهب بقيادة وعضوية جميع المخلصين، لنصلح أمر ديننا ودنيانا، فقد آن الأوان أن نتعرف على حقيقة بعضنا البعض وأن نعرف عدونا المشترك الذي سلب أرضنا والتهم خيراتنا، ولا يزال يراهن على إزالتنا أو تحجيمنا على الأقل فهل يجوز أن يتحد الذين هم من أصول شتى، ويختلف ذوو الأصل الواحد والدين الواحد؟ أيها الاخوة:العلة، في نظرنا، هي في المؤلفات المغرضة وفتاوى علماء السلطة الذين عاثوا في الأرض فساداً وشتتوا الأمة فكلنا يعرف الداء ويتغاضى عن أخذ الدواء ونأمل من مؤتمركم الكريم أن يخرج بقرارات تتضمن: أولاً ـ أن يضم مجمع التقريب أعضاء من جميع المذاهب الإسلامية وأن يعمل على: