ـ(563)ـ حزيران 1972 وعرّف الفرقة غير الناجية بأنها فرقة الزنادقة التي لا تعبد الله، ولا تعترف بكتاب الله ولا باليوم الآخر، وقد شرح فضيلته الصدور في تعريفه هذا. ونعود إلى قولـه صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ". وقولـه: "من شهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وجبت له الجنّة ـ وفى موضع آخر ـ حرمت عليه النار". وقولـه أيضاً: "إني لم أومر أن أنقب على قلوب الناس ولا أشق بطونهم". فتصورا هذا التسامح الذي أبداه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فكيف بنا ونحن جميعاً نشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، ونقرّ بوجوب الصوم والصلاة والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلاً ألا يكفي هذا أن يكون جسر اتصال بين جميع القائلين بذلك والعاملين به فلماذا يريد البعض أن يسابق الباري سبحانه بمحاسبة الناس ورميهم بالكفر، ولم إذا تكثر في هذه الأيام التآليف المغرضة والفتاوى المفتنة في بعض الدول التابعة للاستعمار الاستكبار؟ أليس هذا يصب في مصلحة الصهيونية العالمية وهى اليد الطولى للمارد الأميركي لضرب الأمة العربية والإسلامية؟ لماذا ندفع بالأمور الخلافية والفرعية إلى مستوى الأصول والضروريات ونجعل حواجز فاصلة بين المذاهب الإسلامية يصعب تجاوزها أو يكفر من يتجاوزها ونبذر الأحقاد بين اتباع المذاهب المتعددة، أو بين أبناء المذهب الواحد؟ فلا يظنن أحد أيها الاخوة: انه من فرقة ناجية لوحدها دون الفرق الأخرى، ولا يظنن أن باستطاعته أن يفرض مذهبه على الآخرين مهما توسع هذا المذهب في التأليف