ـ(562)ـ المسلمين في العالم تحركت كوامن القلوب، وبدأت تبحث النفوس عن دليلها لتستعين به على أمور دينها ودنياها، بعد أن فشلت النظريات المادية، والديمقراطيات الغربية والدكتاتوريات الشرقية، فكان القرآن خير دليل، قد جمع علم الأولين والآخرين، يصلح لكل زمان ومكان،حدثت الصحوة الإسلامية وباتت الأخيرة بحاجة إلى العلماء والمفكرين لإدارتها بطريقة صحيحة تؤدي إلى الاتحاد بين المسلمين، ونشر الوعي الديني والتشريعي لتكوين الأرضية المناسبة لقبول الشريعة الإسلامية كمصدر من مصادر القانون الذي يحكم الأمم الإسلامية وفقاً لمندرجات كتاب الله وسنة رسوله. وهنا يأتي دور العلماء والمجتهدين في إرساء قواعد الدين بحسن نية وسلامة طوية وان يجعلوا من أنفسهم جماعة تقريب بين المذاهب الإسلامية،أوان يكونوا فرعاً من مجمع التقريب، ويراقبوا أنفسهم في أقوالهم وأفعالهم، فلا يطلقون فتوى هنا وفتوى هناك لتكفير البعض وتفسيق البعض الآخر وليرفعوا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم: ـ أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. ـ ولا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. وقولـه تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". ولنأخذ من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ما صح وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا نأخذ بالحديث المجعول عن لسانه. ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة وقد أصبحت كل فرقة تعتبر نفسها هي المعنية والمستثناة من دخول جهنم، فلنأخذ بالحديث الصحيح الذي يقول: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها ناجية إلاّ واحدة. وقد زار فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود دار طائفة الموحدين في لبنان في