ـ(561)ـ ونعلم علم اليقين بأنه لو قدر للإسلام أن ينهض مما هو فيه لا صبح القوة العظمى دون منازع، لما يتضمنه هذا الدين من مبادئ أخلاقية وإنسانية، وتشريع حضاري يغاير تماماً ما هو عليه هذا العالم الضال الذي لا يقف مع الحق، ولا يتخذ قراراً ينصف الضعيف من القوي فهذه إسرائيل قد طردت شعباً آمناً مسلماً من أرضه واعتدت على جيرانها واقتطعت مساحات من أرضها فلم نسمع شجباً من الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة لما أقدمت عليه هذه الدولة العنصرية إلاّ من باب المجاملة الجوفاء التي لا تعيد حقّاً، ولا تحقق سلماً، واغتصبت القدس الشريف، والعالم الإسلامي إلاّ بعضه يغط في سبات عميق، وينشغل في قتاله الطائفي والمذهبي، وعلماء السوء يستجيبون لأسيادهم بإصدار فتاوى التفرقة والتكفير، وأقاموا من أنفسهم وكلاء الله على أرضه لمحاسبة الناس والحكم عليهم يستبقون الآخرة ويوم القيامة، وبقي شغلهم الشاغل يفسرون الآيات وفق ما تهواه أنفسهم ومن لم يكن معهم فهو عليهم، ويأبون سماع رأي الغير فتنازعتنا الأهواء وفرقتنا المطامع، وبتنا في وضع لا نحسد عليه، ولولا رحمة الله التي قيضت لنا الثورة الإسلامية في هذا البلد لزالت معالم المسلمين وبعد الإسلام عن تابعيه، فهذه الثورة التي أعادت للمسلمين ثقتهم بالإسلام كعقيدة وشريعة ونظام واخلاق، فقد أرعبت العالم المتسلط في الشرق والغرب بعد أن أدرك بان الأمور قد أفلتت من يده وحاول إعاقة التقدم وكثّف مؤامراته على هذا البلد كي يجعله في وضع مرتبك والوقوع في شباك الحاجة والاضطراب الاقتصادي الاجتماعي فخاب ظنهم لان القادة المسلمين في هذا البلد وفى مقدمتهم سماحة الإمام الخميني(قدس سره)الذي تحلى بالتوحيد الإسلامي خرج على طاعـة الطغاة من سـلالة الحاكمين ورفـع راية الإسلام دون مذاهب. ونادى بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" فكانت عناية الخالق قد استجابت إلى صفاء روحه وحسن نيته وانتصرت الثورة، وكانت بمثابة بركان قد بعث شرارة الإيمان إلى