ـ(560)ـ ولا ننسى بأن موقف الأزهر الرسمي من التقريب كان يختلف ويتغير بين الحين الآخر، ولو كانت مواقفه الرسمية دائمة التوافق وعلى وتيرة واحدة لساعد الجماعة على سرعة الوصول إلى الغاية الشريفة التي كانت تهدف إليها. وعلى أي حال لا ننكر بأن ثمة تباين في بعض الأحيان بين موقف الأزهر الرسمي بين علمائه. غير انه يبقى لهذه المؤسسة التاريخية الإسلامية مكانتها الرفيعة في العالم الإسلامي، والتي نتطلع إليها آملين أن تبقى مصدر إشعاع إسلامي تجمع تحت جناحيه كل المذاهب الإسلامية. أيها الاخـوة: أستمحيكم عذراً لبعض الصراحة فنحن اليوم كمسلمين بغض النظر عن مذاهبنا وكلنا مستهدفون من قبل دول الاستعمار والاستكبار فقد تداعت علينا الأمم كتداعي الآكلة إلى قصعتها تريد أن تنال منا إسلامنا، وتجعلنا شعوبا وقبائل تتناكر وتتدابر، وتقف حينا مع اتباع هذا المذهب، وأحياناً مع ذاك، وتغذي المذاهب المتقاتلة بالمال والسلاح، ويتدافع الاتباع إلى الاقتتال، وقد استيقظت فيهم الجاهلية الجهلاء والعصبية العمياء وتكاد الفتنة في بعض الأماكن تأكل الأخضر واليابس، وقد بلينا في هذا الزمن الرديء ببعض وعاظ السلاطين ودعاة السوء. لا همّ لهم إلاّ تكفير هذا وتفسيق ذاك والأعداء يحتلون أرضنا يحاولون القضاء على استقلالنا والتهام ثرواتنا النفطية وغيرها، وجمعية الأمم ومثلها مجلس الآمن يعامل الدول بمقياسين ويكل لها بمكيالين كل ذلك وفقاً لمصالح الدول الكبرى على حساب الدول الصغرى التي يكثر فيها تجمع المسلمين فان الحرب ركدت بين الشرق والغرب وأصبح الهم منصبّاً على الإسلام والمسلمين لتمزيقه وتزييفه والهدف معروف، لان الوحدة الإسلامية تخيف دول الاستكبار.