ـ(559)ـ له من معرفة بعلماء الأزهر وميولهم، واختار الشيخ عبد الحميد سليم داخل الجماعة وساهم في وضع بعض النقاط في القانون الأساسي لجماعة التقريب. "ولكن الجماعة لم تنج من العقبات التي وضعها المتعصبون الذين شككوا في نوايا جماعة التقريب وصدقهم وإيمانهم. وصحة أهدافهم وظنوا انه بعد وفاة الشيخ مصطفى عبد الرزاق، ان من كان يحميها قد مات وان الفرصة سانحة للهجوم عليها، لكن الشيخ عبد المجيد سليم ورفاقه كانوا يتوقعون حملات الطعن والتجريح، وكان لهذه الحملات والهجمات أثر عكسي إذ شحذت الهمم وقوت جماعة التقريب على السير قدما لتحقيق الفكرة السامية التي تجمعوا من أجلها. واستطاعت الجماعة أن توصل صوتها ومبادئها إلى العلماء ورجال الفكر وتوضح الكثير مما كان بين أهل السنّة والشيعة من تصورات خاطئة وواهمة وعلم الكثيرون البون الشاسع بين الشيعة على حقيقتها والشيعة كما صورها المغرضون المنافقون، وعلموا أنه "شتان بين الناصبي الذي كان يناصب أهل البيت العداء وبين الذين يرون في حب أهل البيت عبادة ويصلون عليهم في تشهدهم" اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد؟ وفي عهد رئاسة الشيخ محمود شلتوت للأزهر صدرت فتوى جواز التعبد على مذهب الشيعة الإمامية والتي كان لها صداها الطيب ووقعها الحسن في أوساط المجتمع الإسلامي. وكانت الفتوى هذه إحدى نتائج التقريب وجهودها وأحد أهدافها التي عملت لأجلها والفتوى لم تكن شخصية ولكن ها كانت بعد دراسة متسفيضة وتمحيص أدى إلى إظهارها وقد استساغ هذه الفتوى كل الرجال الذين حملوا أمانة التقريب بين المذاهب. وقد اتهمت الجماعة بأنها مؤسسة أزهرية لها ارتباطات سياسية وقد رد الشيخ محمد تقي القمي بان "التقريب فكرة إصلاحية إسلامية مستقلة قائمة على البحث الصحيح".