ـ(558)ـ ومثال على ذلك البوسنة والهرسك وأفغانستان والصومال وفلسطين حيث نشاهد نماذج من التمزق والتبعثر الداخلي، ويمكننا اختصار الأسباب التاريخية بما يلي. 1 ـ الفتنة التي حصلت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان. 2 ـ اغتصاب السلطة السياسية والتنكيل بآل بيت رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم. 3 ـ استخدام الدين للمآرب السياسية والعصبية القبلية. 4 ـ تكاثر علماء السوء وإصدار الفتاوى المغرضة ضد بعض الفئات الإسلامية. 5 ـ تعاون رجال السلطة مع رجال الدين للقضاء على المستضعفين وإلزامهم بالتبعية لمذهب الحاكم قهراً. ولكن الله سبحانه لم يتخل عن هذه الأمة فقد زرع فيها بعض بذور الخير التي نمت وترعرعت في ظل الكوارث وشعرت بالظلم على الإسلام والمسلمين فبدأت أصوات الإصلاح تنطلق من هنا وهناك، فصوت انطلق من القاهرة وتنادى علماء السنّة والشيعة وعملوا على تأسيس جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وقد قامت دار التقريب بطبع عدة كتب بمعاونة وزارة الأوقاف المصرية. فقد نشر كتاب المختصر النافع في فقه الإمامية، وكتاب مجمع البيان في تفسير القرآن، وكتاب وسائل الشيعة للحر العاملي، وعدد من الكتب الأخرى في المسائل الخلافية وطبع كتاب أصل الشيعة وأصولها للشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، كما ظهر في مصر كتاب "علي وبنوه:" للدكتور طه حسين وكتاب "فاطمة الزهراء والفاطميون" لعباس محمود العقّاد وغيرها من الكتب التي رطبت الأجواء وأدت إلى عدة تطورات على صعيد تغيير النظرة إلى علوم الشيعة، وفى عهد الشيخ محمد شلتوت تقرر تدريس فقه المذاهب الإسلامية الشيعية مع السنّية في أقدم جامعة إسلامية وهى الأزهر. وساهم الشيخ مصطفى عبد الرازق في اختيار بعض الأعضاء من علماء الأزهر، لما