ـ(545)ـ لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم"(84). من الأولويات والمهام الأساسية التي تكون مورد اهتمام القيادة الإسلامية هي إقامة العدل، وتحقيق المساواة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، وهذه الخصوصية تعد من أساسيات وجود الدولة الإسلامية قال تعالى: ?إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا?(85). وهذه هي القاعدة والمنطلق لأصول الحكم وأخلاقيته في المفهوم الإسلامي فلا يحق للقائد التجاوز على الحدود الشرعية والقواعد الأساسية في الفكر الإسلامي، لانّ هناك رقابة إلهية مستمرة ترقب تحركات الرسول، أو الإمام، أو القائد الفقيه، وتسدده في خطواته ما دامت تنسجم مع الخط الإسلامي الصحيح. ففي حديث للإمام الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام: إذ قال لعمر بن الخطاب: "ثلاث ان حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن وان تركتهن لم ينفعك شيء سواهن قال: وما هن يا أبا الحسن؟ قال: "إقامة الحدود على القريب والبعيد والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود" قال عمر: لعمري لقد أوجزت وأبلغت"(86). فإقامة العدل ركيزة من ركائز الإسلام. لأنها تعزز وحدة الأُمة، وتذوب شخصيتها في الكيان الإسلامي الذي تجسد القيادة الإسلامية الواعية وجوده من خلال الخصائص الأساسية لقيام الدولة الإسلامية، وتحقيق معنى المجتمع الإسلامي الصالح. خاتمة: ان استجلاء الخصائص الأساسية والصفاة العامة للقيادة الإسلامية في واقعنا